فصل: (الطارق: آية 2)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الفوائد:

أجوبة القسم:
أجوبة القسم أربعة: إنّ وما واللام ولا، فحرفان يوجبان وهما إن واللام، وحرفان ينفيان وهما ما ولا كقولك واللّه ما قام زيد ولقد قام زيد. اهـ.

.قال أبو البقاء العكبري:

سورة الطارق:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
جواب القسم {إن كل نفس} وإن بمعنى (ما) و{لما} بالتشديد بمعنى إلا، وبالتخفيف ما فيه زائدة، وإن هي المخففة من الثقيلة: أي إن كل نفس لعليها حافظ و{حافظ} مبتدأ، و{عليها} الخبر، ويجوز أن يرتفع {حافظ} بالظرف، و{دافق} على النسب: أي ذو اندفاق، وقيل هو بمعنى مدفوق، وقيل هو على المعنى، لأن اندفق الماء بمعنى نزل، والهاء في {رجعه} تعود على الإنسان، فالمصدر مضاف إلى المفعول: أي الله قادر على بعثه.
فعلى هذا في قوله تعالى: {يوم تبلى السرائر} أوجه:
أحدها هو معمول قادر.
والثاني على التبيين: أي يرجع يوم تبلى.
والثالث تقديره اذكر، ولا يجوز أن يعمل فيه {رجعه} للفصل بينهما بالخبر، وقيل الهاء في {رجعه} للماء: أي قادر على رد الماء في الإحليل أو في الصلب، فعلى هذا يكون منقطعا عن قوله تعالى: {يوم تبلى السرائر} فيعمل فيه اذكر، و{رويدا} نعت لمصدر محذوف: أي إمهالا رويدا، ورويدا تصغير رود، وقيل هو مصدر محذوف الزيادة، والأصل إروادا، والله أعلم. اهـ.

.قال حميدان دعاس:

سورة الطارق:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.[الطارق: آية 1]

{وَالسماء وَالطَّارِقِ (1)}
{وَالسماء} جار ومجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره أقسم {وَالطَّارِقِ} معطوف على {السماء}.

.[الطارق: آية 2]

{وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ (2)}.
{وَما} الواو حرف عطف {ما} اسم استفهام مبتدأ {أَدْراكَ} ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة الفعلية خبر المبتدأ وجملة {ما أدراك..} معطوفة على ما قبلها {مَا الطَّارِقُ} مبتدأ وخبره والجملة سدت مسد مفعول {أدراك} الثاني.

.[الطارق: آية 3]

{النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3)}.
{النَّجْمُ} خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو {الثَّاقِبُ} صفة والجملة الاسمية حال.

.[الطارق: آية 4]

{إن كل نفس لما عليها حافظ (4)}.
{إن} حرف نفي {كُلُّ نَفْسٍ} مبتدأ مضاف إلى نفس {لما} حرف حصر {عليها حافظ} خبر مقدم ومبتدأ مؤخر والجملة الاسمية خبر كل وجملة {إن..} جواب القسم لا محل لها.

.[الطارق: آية 5]

{فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مم خلق (5)}.
{فَلْيَنْظُرِ} الفاء حرف استئناف ومضارع مجزوم بلام الأمر {الْإِنْسانُ} فاعل والجملة مستأنفة {مِمَّ} متعلقان بما بعدهما {خُلِقَ} ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر والجملة مفعول به.

.[الطارق: آية 6]

{خلق مِنْ ماءٍ دافِقٍ (6)}.
{خُلِقَ} ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر {مِنْ ماءٍ} متعلقان بالفعل {دافِقٍ} صفة {ماء} والجملة مستأنفة.

.[الطارق: آية 7]

{يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصلب وَالترائب (7)}.
{يَخْرُجُ} مضارع فاعله مستتر والجملة صفة ثآنية لـ: {ماء} {مِنْ بَيْنِ} متعلقان بالفعل {الصُّلْبِ} مضاف إليه {وَالتَّرائِبِ} معطوف عليه.

.[الطارق: آية 8]

{إِنَّهُ على رجعه لقادر (8)}.
{إنه} إن واسمها {على رَجْعِهِ} متعلقان بما بعدهما {لَقادِرٌ} اللام المزحلقة وقادر خبر إن والجملة الاسمية تعليلية لا محل لها.

.[الطارق: آية 9]

{يوم تبلى السرائر (9)}.
{يوم} ظرف زمان {تُبْلَى} مضارع مبني للمجهول {السَّرائِرُ} نائب فاعل، والجملة في محل جر بالإضافة.

.[الطارق: آية 10]

{فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصر (10)}.
{فَما} الفاء حرف عطف (ما) نافية {لَهُ} خبر مقدم (من) حرف جر زائد {قُوَّةٍ} مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخر والجملة معطوفة على ما قبلها، {وَلا} الواو حرف عطف (لا) نافية {ناصِرٍ} معطوف على ما قبله.

.[الطارق: آية 11]

{وَالسماء ذاتِ الرَّجْعِ (11)}.
{وَالسماء} جار ومجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره أقسم {ذاتِ} صفة {السماء} {الرَّجْعِ} مضاف إليه.

.[الطارق: آية 12]

{وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ (12)}.
الجملة معطوفة على ما قبلها والإعراب واحد.

.[الطارق: آية 13]

{إِنَّهُ لَقول فَصْلٌ (13)}.
{إنه} إن واسمها {لَقول} اللام المزحلقة (قول) خبرها {فَصْلٌ} صفة والجملة جواب القسم لا محل لها.

.[الطارق: آية 14]

{وَما هُوَ بالهزل (14)}.
{وَما} الواو حرف عطف (ما) نافية حجازية تعمل عمل ليس {هُوَ} اسمها {بِالْهَزْلِ} الباء حرف جر زائد (الهزل) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما والجملة معطوفة على ما قبلها.

.[الطارق: آية 15]

{إِنَّهُمْ يكيدون كيداً (15)}.
{إِنَّهُمْ} إن واسمها {يكيدون} مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة الفعلية خبر إن {كَيْداً} مفعول مطلق والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها.

.[الطارق: آية 16]

{وَأَكِيدُ كيداً (16)}.
{وَأَكِيدُ} مضارع فاعله مستتر {كَيْداً} مفعول مطلق والجملة معطوفة على ما قبلها.

.[الطارق: آية 17]

{فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً (17)}.
{فَمَهِّلِ} الفاء الفصيحة وأمر فاعله مستتر {الْكافِرِينَ} مفعول به والجملة جواب شرط لا محل لها {أَمْهِلْهُمْ} أمر ومفعوله والفاعل مستتر {رُوَيْداً} صفة مفعول مطلق محذوف والجملة توكيد لما قبلها. اهـ.

.فصل في تخريج الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

قال الزيلعي:
سورة الطارق ذكر فِيهَا ثَلَاثَة أَحَادِيث:
1479- الحديث الأول:
رُوِيَ «أَن أَبَا طَالب كَانَ عِنْد رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ فَانْحَطَّ نجم فَامْتَلَأَ مَاء ثمَّ نورا فَفَزعَ أَبُو طَالب وَقال أَي شَيْء هَذَا فَقال عليه السلام هَذَا نجم رمي بِهِ وَهُوَ آيَة من آيَات الله تعالى فَعجب أَبُو طَالب فَنزلت».
قلت هَكَذَا هُوَ فِي تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ وَأَسْبَاب النُّزُول لِلْوَاحديِّ.
1480- الحديث الثَّانِي:
عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ انه قال: «وكل بِالْمُؤمنِ مائَة وَسِتُّونَ ملكا يَذبُّونَ عَنهُ كَمَا يذب عَن قَصْعَة الْعَسَل الذُّبَاب وَلَو وكل العَبْد إِلَى نَفسه طرفَة عين لَاخْتَطَفَتْهُ الشَّيَاطِين».
قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حديث عفير بن معدان عَن سليم بن عَامر عَن أبي أمامة قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ: «وكل بِالْمُؤمنِ مائَة وَسِتُّونَ ملكا يَذبُّونَ عَنهُ مَا لم يقدر عَلَيْهِ من ذَلِك الْبَصَر عَلَيْهِ سَبْعَة أَمْلَاك يَذبُّونَ عَنهُ كَمَا يذب عَن قَصْعَة الْعَسَل الذُّبَاب فِي الْيوم الصَّائِف وَلَو وكل العَبْد..». إِلَى آخِره.
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره وَهُوَ مَعْلُول بعفير.
1481- الحديث الثَّالِث:
عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ: «من قرأ سُورَة الطارق أعطَاهُ الله تعالى بِكُل نجم فِي السماء عشر حَسَنَات».
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حديث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أمامة عَن أبي بن كَعْب قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ... فذكره.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان.
وَبِسَنَد الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط. اهـ.

.من مجازات القرآن في السورة الكريمة:

.قال ابن المثنى:

سورة والسماء والطّارق 86:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
{النَّجْمُ الثَّاقِبُ} (3) المضيء، أثقب نارك أضئها..
{إن كل نفس لما عليها حافظ} (4) أي إن كل نفس لعليها حافظ..
{التَّرائِبِ} (7) معلّق الحلي على الصدر قال المثقّب العبدىّ:
ومن ذهب يشنّ على تريب

[937].
{ذاتِ الرَّجْعِ} (11) الماء قال المتنخّل يصف السيف:
أبيض كالرّجع رسوب ** إذا ما ثاخ في محتفل يختلى

[938].
{وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ} (12) يصدع بالنبات..
{وَما هُوَ بِالْهَزْلِ} (14) باللّعب. اهـ.

.قال الشريف الرضي:

ومن السورة التي يذكر فيها الطارق:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.[الطارق: الآيات 1- 2]

{وَالسماء وَالطَّارِقِ (1) وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ (2)}
وقوله سبحانه: {وَالسماء وَالطَّارِقِ وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ} [1، 2] وهذه استعارة. لأن الطارق هاهنا كناية عن النجم. فحقيقة الطارق هو الإنسان الذي يطرق ليلا. فلما كان النجم لا يظهر إلا في حال الليل حسن أن يسمّى طارقا.
وأصل الطّرق: الدقّ. ومنه المطرقة.
قالوا: وإنما سمّى الآتي بالليل طارقا، لأنه يأتى في وقت يحتاج فيه إلى الدق أو ما يقوم مقامه للتنبيه على طروقه، والإيذان بوروده.

.[الطارق: الآيات 6- 7]

{خلق مِنْ ماءٍ دافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصلب وَالترائب (7)}.
وقوله سبحانه: {خلق مِنْ ماءٍ دافِقٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصلب وَالتَّرائِبِ} [6، 7] وهذه استعارة. وحقيقة هذا الماء أنه مدفوق لا دافق. ولكنه خرج على مثل قولهم: سرّ كاتم، وليل نائم. وقد مضت لهذه الآية نظائر كثيرة.
وعندى في ذلك وجه آخر، وهو أن هذا الماء لما كان في العاقبة يؤول إلى أن يخرج منه الإنسان المتصرف، والقادر المميز، جاز أن يقوى أمره فيوصف بصفة الفاعل لا صفة المفعول، تمييزا له عن غيره من المياه المهراقة، والمائعات المدفوقة. وهذا واضح لمن تأمّله.